عمر يخدم عجوزاً - صورة مضيئة من التاريخ الاسلامي

عمر يخدم عجوزاً

 

يحكي أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه خرج في احدى الليالي – كعادته كل مساء يطوف بشوارع المدينة (يثرب) وضواحيها يتفقد احوال المسلمين ، فرأى خيمة منصوب لم يكن قد رأها بالامس ، ورأى رجلا قاعد أمامها . فاقترب منه وحياه بتحية الإسلام ( السلام عليكم ورحمة الله ) فاجاب الرجل وعلیکم السلام ورحمة الله وبركاته، فساد عمر : – من الرجل ؟ فقال : – رجل من البادية جئت منها إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأحصل على مساعدة منه. وقد ظهر من كلام الرجل البدوی انه لا يعرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

ثم سمع سیدنا عمر من الخيمة أنين امرأة فسال البدوي : – ماهذا الانين ؟ فقال الرجل : – زوجتي تلد . فقال سیدنا عمر رضی الله عنه : – هل عندها أحد ؟ قال الرجل : لا. فانطلق سيدنا عمر الى منزله ، فقال لزوجته أم کلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه : – هل لك في ثواب من الله قد ساقه إليك ؟ قالت : – ماهو ؟ قال : – امرأة تلد ليس عندها احد. قالت : نعم . قال : – فخذي معك مايصلح للمرأة من الخرق و الدهن . وأتيني بقدر ، وسمن . وحبوب .

فجاءته بها فحمل القدر والدهن والسمن والحبوب ، ومضت خلفه حتى أتي خيمة البدوي . فقال لها : . ادخلي إلى المرأة . ثم قال للرجل : – اوقد لي نارا . ففعل ، فوضع القدر بما فيها عليها وجعل عمر ينفخ النار ليشعلها والدخان يخرج من خلال لحيته حتى نضج مافي القدر. وولدت المرأة . فاقتربت أم كلثوم من باب الخيمة وقالت : لعمر: – بشر صاحبك يا أمير المؤمنين بغلام ، فلما سمعها الرجل تقول يا أمير المؤمنين . تملكه الخوف والخجل .. وقال : – ياخجلتاه يا أمير المؤمنين ، أهكذا تفعل بنفسك ؟ تحمل القدر والحبوب والدهن من دارك إلى حيث اقيم هنا وتاتي زوجك لتولد امرأتي وترعاها ؛ قال عمر : – يا أخا العرب ، من ولي شيئا من أمور المسلمين ينبغي أن يطلع على صغير أمورهم وكبيرها . ( يقصد نفسه بصفته الحاكم ومسئول عن رعيته ) ، ثم قام عمر وحمل القدر وذهب به إلى باب خيمة المرأة ، فاخذتها منه زوجته أم كلثوم واطعمت المرأة . فلما استقرت وسكنت وتناولت طعامها أحست بالراحة . فطلعت أم كلثوم . فقال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – للرجل : – قم إلى بيتك وكل مابقى في القدر ، وفي غد ائت إلينا ان شاء الله. فلما أصبح جاءه الرجل فجهزه بما أغناه .


0 comments:

Post a Comment