الهجرة النبوية
دروس من الهجرة النبوية
كان رضي الله عنه من السابقين الأولين للاسلام ، فما كاد أبو بكر الصديق
رضي الله عنه يحدثه عن الدين الجديد وعن محمد الرسول – صلى الله عليه وسلم
حتى بادر فأعلن إسلامه أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ، فجاء دخوله الدين
الإسلامي بعد ثلاثة عشر رجلا فقط .
وتعرض لأذى قريش وطغيانهم وظلمهم كما تعرض المسلمون جميعا ، ثم لما اذن
رسول الله لأصحابه المضطهدين بالهجرة إلى الحبشة .. كان رضي الله عنه مع من
هاجر إليها .. فهو لا يبالي بشيء في سبيل نصرة دينه وإعزازه .
ثم عاد من الحبشة إلى مكة لما سمع أن قريشا قد أسلمت ، فلما اقترب من
مكة عرف أن إسلام قريش كان مجرد إشاعة ، ولن يمكن لمسلم قادم من الحبشة أن
يدخل مكة إلا مستخفيا أو في حماية واحد من مشركي مكة فدخل في جوار وفي حمى
الوليد بن المغيرة .
فلما راى المسلمين يعذبون ويقاسون من بطش المشركين وهو أمن لأنه في حمى
الوليد .. قال لنفسه : كيف أرضی أن أری نفسي أمنا، وإخواني من الصحابة
يعذبون ؟!. فذهب إلى الوليد ، ورد عليه جواره ، قال له : قد رددت عليك
جوارك ، ولن أرضى إلا بجوار الله ، فهو الأعز والأقدر سبحانه وتعالى ، ولن
أكون في جوار مشرك أبدا .
وتعرض رضي الله عنه لأذى قريش وسفه المشركين ، فكان أن ضربه أحدهم على
عينه فأصابها ، فقال الوليد له : لو كنت في جواري ما حدث لك هذا ، فقال رضي
الله عنه : والله إن عيني الصحيحة الفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله .
ذاك لأن ما أصابه دليل صدق إيمانه ، ووسام شرف يدخل به جنة الله ، وينعم
برضوانه . ،ثم يهاجر إلى يثرب – المدينة المنورة – هو وكثيرون من قومه ،
حتى أمست دور بني جمح خرابا ، مغلقة الأبواب ، تبكي أهلها المهاجرين ،
ويعيش عثمان بن مظعون رضي الله عنه في دولة الإسلام تحت قيادة محمد صلى
الله عليه وسلم، ويدافع عن دينه بسيفه في غزوة بدر .. ثم بعد انتصار
المسلمين يعود إلى المدينة المنورة ليكون أول من يموت بها من المهاجرين ،
وأول من بدفن بالبقيع ( اسم موضع)
وكرمه الرسول الكريم حين قال عندما مات ابنه ابراهیم : « إلحق بسلفنا
الصالح عثمان بن | مظعون .. فاللهم ارض عن السلف الصالح والحقنا بهم
0 comments:
Post a Comment