قصة سيف السلام
إقتني ملك عظيم سيفاً ثميناً وكان يقضي جل وقته في القصر مستمتعاً
بالنظر اليه غير ان السيف لم يشترك في اي معركة حقيقية وفي احد الايام نشب
صراع كبير بين ملك السيف وملك إحدي الممالك المجاورة له حيث حشد الطرفان
حشودهما وفي الطريق الي ارض اول معركة له إستاء السيف لزجه فيها لأنه ادرك
نتائجها مسبقاً فقد تخيل وكأن الحرب قامت وتجلي مشهد الاسلحة والجحافل
المدمرة بسبب الجوع والعطش .. كل شئ ملطخ بالوحل تنبعث منه رائحة نتنة،
وعلي الارض مصابون كثيرون يفترشونها يئنون من جراحهم .
لذلك كله اختار طريق السلام والعيش بعيداً عن الصراعات والحروف وقضاء
وقته في المشاركة للبطولات ومسابقات المبارزة وحاول السيف ايضاً ان يجد
طريقة لمنع اندلاع المعركة الكبري قبل وقوعها، وبعد لحظات بدأ يهتز بصوت
ضعيف سرعان ما علا فاحدث السيف قعقعة ثقيلة، ولما سألته السيوف والدروع
الاخري للجنود عما يفعله، اجاب السيف : لا اريد للحرب ان تقع غداً، ردت
عليه السيوف والدروع : لا احد منا يريدها كذلك ولكن ماذا عسانا ان نفعل ؟
قال السيف : إهتزوا مثلي تماماً ولنحدث ضجة فلا يستطيع احد النوم بسببها .
وهكذا اخذت الاسلحة بالاهتزاز بصوت عالي وصل الي معسكر العدو وصم الضجيج
آذان الجميع مما حفز الاسلحة التي كانت تعاني من الدمار علي الانضمام لهذا
الاحتجاج علي الحرب، وفي صبيحة يوم المعركة لم يكن اي جندي مستعداً للقتال
كما ان الملكين والقادة لم يغمض لهم جفن من كثيرة ضجيج الاسلحة ولذلك
أمضوا نهارهم كله في النوم وعندما حل المساء بدأوا بالاستيقاظ وقرروا أن
يخوضوا المعركة في اليوم التالي في الوقت الذي أمضت فيه الاسلحة التي
يقودها سيف الملك ليلتها تردد اغنية السلام بحيث أصيب الجنود بالارق ولم
يتمكنوا من الخلود للراحة مرة ثانية، مما تطلب تأجيل المعركة وهكذا استمر
الحال سبعة ايام متتالية .
وفي مساء اليوم السابع التقي ملكا الجيشين لينظرا كيف يمكن لهما معالجة
الموقف وقد ابديا استيائيهما من صراعاتهما السابقة، وبعد فترة وجيزة من
لقائهما وتباحثهما حسما امر الليالي المؤرقة وايام التوتر والصدمة التي علت
وجوه الجنود بسبب شبح الحرب، ولحسن الحظ لم يمض وقت طويل حتي نسيا
خلافاتهما وحلت المواقف الطريفة بينهما والضحك واصبحا صديقين حميمين وبذلك
انتهت حقبة الصراع بينهما ليعود كل منهما الي بلاده بسعادة مضاعفة لانهما
لم يتقاتلا واسترد كل منهما الاخر صديقاً .. ومن حينها بدأ الملكان يلتقيان
بين فترة واخري ليتبادلا تجاربهما الملكية والآن فهما ان الامور التي
توحدهما اكثر من كل تلك التي تفرقهما .
0 comments:
Post a Comment