موسيقى الحوت الأزرق
عن هذا الكتاب:
إننا
نعيش في وضع يقول لنا إن الخطر اليوم علينا، نحن العرب، يجىء من جميع
الجهات: من المستقبل، ومن الحاضر، ومن الماضي، ويقول لنا إن “ثقافة” أولئك
الناطقين باسم “الأمة” و“ثوابتها” و“حقائقها المطلقة”، لا تشوه المعرفة
وطرقها وحسب، وإنما تلغيها كذلك. إنها “ثقافة” مؤسسة على خلل أصلي في
العلاقات بين الأسماء والأشياء. بل ليس في هذه “الثقافة” أشياء، كلها ألفاظ
واستيهامات. والمعرفة فيها لا تنشأ من استقراء الطبيعة والأشياء
وتغيراتها، وإنما تنشأ، على العكس، من استقراء المقروء: النصوص وتأويلها.
المعرفة
بحسب هذه الثقافة، أقل من أن تكون "ظاهرة صوتية"، كما يعبر عبد الله
القصيمي، إنها مجرد "ظاهرة كلامية" ، إنها "ثقافة" لا تلغي الأفراد
والتاريخ وحسب، وإنما تلغي أيضاً "الأمة" نفسها.
0 comments:
Post a Comment