شيطان قريش يدخل غادراً ويخرج مؤمناً
بعد هزيمة المشركين في غزوة بدر الكبري أسر المسلمون سبعين من المشركين
وأخذوهم معهم الي المدينة ليقبلوا الفداء ويطلقوا سراحهم وكان من بين
الأسري وهب بن عمير بن وهب الجمحي وكان ابوه من ألد وأشد اعداء الاسلام حتي
اطلق عليه شيطان قريش، فجلسا مرة هو وصاحبه صفوان بن أميه يتحدثان عن
الكعبة فتذكرا ما حدث في بدر وما اصابهم من القتل والاسر، فقال عمير لصفوان
: لولا دين علي لم اقضه وعيال عندي اخشي عليهم الضياع بعدي لركبت الي محمد
حتي اقتله، ولي حجة عندهم فولدي اسير عندهم فرد صفوان بن امية في مكر وخبث
قائلاً : علي دينك انا اقضيه عنك وعيالك مع عيالي اواسيهم ما بقوا ، فقال
له عمير : اذا اكتم عني ما اتفقنا عليه ، قال : افعل .
وأمر عمير بسيفه فشحذ له اي قاموا بسنه ووضعوا فيه السم وانطلق راكباً
ناقته حتي قدم المدينة فرآه عمر بن الخطاب رضي الله عنها فقال : هذا الكلب
عدو الله، عمير بن وهب وما جاء إلا لشر، فأسرع عمر رضي الله عنه الي اخبار
النبي صلي اله عليه وسلم قائلاً : يا نبي الله، هذا عدو الله جاء متوشحاً
سيفه فقال : ادخله علي، فلما دخل وضع عمر سيفه علي رقبة عمير وقال لرجال من
الأنصار ك ادخلوا علي رسول الله واجلسوا عنده واحذروا هذا الخائن الخبيث
فإنه غير مأمون، فلما دخل عمير قال له رسول الله : ادن يا عمير ، اي اقترب
فدنا وقال : انعموا صباحاً فقال النبي : قد اكرمنا الله بتحية خيرر من
تحيتك يا عمر، بالسلام تحية اهل الجنة، ثم قال له : ما جاء بك يا عمير ؟
قال : جئت لهذا الاسير عندكم، يقصد ابنه ، قال له : فما بال السيف في عنقك ؟
قال : قبحها الله من سيوف وهل اغنت عنا شيئاً ؟ فقال رسول الله : اصدقني
ما الذي جئت له ؟ فقال : ما جئت إلا لذلك .
وهنا رد عليه رسول الله رداً الجمه واخرسه قائلاً : بل قعدت انت وصفوان
عند الكعبة وذكرتما يوم بدر ثم قلت : لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتي
اقتل محمداً، فتحمل صفوان بدينك وعيالك علي ان تقتلني والله حائل بينك وبين
ذلك .. فقال عمير دون ان يفكر او يتردد : اشهد انك رسول الله، قد كنا
نكذبك يا رسول الله في خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي، وهذا امر لم
يحضره الا انا وصفوان، فوالله إني لأعلم ما أتاك به الا الله فالحمد لله
الذي هداني للإسلام، فقال رسول الله : فقهوا أخاكم في دينه واقرئوه القرآن
واطلقوا له أسيره .
فسبحان الله دخل عمير غادراً وخرج مؤمناً طائعاً داعياً الي ربه واسلم
علي يديه الكثير، ونستفيد من هذه المعجزة ان المؤمن يري بنور الله فقد احس
عمر بن الخطاب رضي الله عنه الغدر في وجه عمير فكان ذلك حقاً، وقلوب العباد
بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
0 comments:
Post a Comment