كتيبة الاغتيال ذهب بصرها
أذن الله تعالى لرسوله بالهجرة إلى المدينة، ولما علمت قريش بذلك وضعت
الخطة الماكرة التي شاركهم فيها إبليس اللعين بالرأي والمشورة، والتي عزموا
فيها على التخلص من رسول الله بالقتل، واستقر رأيهم على أن يجمعوا من كل
قبيلة أقوى فتى فيها، كي ينقضوا على النبي صلى الله عليه وسلم، ويضربوه
ضربة رجل واحد ليتفرق دمه بين القبائل ولكن.. هل يترك الله تعالى نبيه؟ وهل
يترك المشركين يفتكون به وبدعوته کلا، فهو سبحانه ناصر المؤمنين
والمستضعفين مهما بلغت قوی الشرك والطغيان .
وجلس أربعون شابا، هم كتيبة الاغتيال التي أعدتها قريش، أمام دار الرسول
ينتظرون خروجه، ويتلصصون النظرات من خلال ثقب في باب بيت رسول الله، ما
يدل على سوء أدبهم وهتكهم لحرمات البيوت، وبينما هم على هذه الحال، إذ
بالأمريصدر إليه من قبل ربه أن يغادر بيته فورا، ففتح رسول الله پیر باب
بيته وخرج من بيته وهويتلو قول الله تعالى: (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن
خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) يس:۹، فماذا حدث للكفار؟ لقد أخذ الله
أبصارهم جميعا فوقفوا ينظرون بأعين شاخصة ولكن حاسة الإبصارتتعطل بأمر من
الله تعالی .
ولما أصاب المشركين القلق لطول انتظارهم، إذا بهم يفتحون الباب عنوة
ليجدوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. نائما في فراش النبي يتغطى ببردته
الخضراء، حيث استبقاه رسول الله في مكة ليرد الأمانات التي كانت عند الرسول
إلى أصحابها، وليموه على المشركين فيوهمهم أنه مازال في فراشه، وكل ذلك من
حسن التخطيط والتوكل على الله ، ولما رأى المشركون عليا استشاطوا غضبا أقل
موتوا بغيظكم ) آل عمران،۱۱۹. وهكذا كتب الله تعالى لرسوله النجاة من هذه
المؤامرة بتلك المعجزة التي ازداد بها المشركون كفرا على كفرهم، ومرض على
مرضهم، لأن قلوبهم غلط، بل أشد قسوة من الحجارة.
ونستفيد من هذه المعجزة
- التخطيط الجيد لأي عمل مشروع، لأن ذلك توكل على الله تعالى .
- قوة واتحاد الباطل لأبد أن تنتهي إلى ضعف وخزي وذلة.
- من الأداب الإسلامية ألا ينظر المؤمن في بيت أخيه قبل أن يؤذن له بالدخول.
- رد الأمانات إلى أصحابها ولو كانوا من ألد أعداء الإسلام
بقلم : كمال عبد المنعم
0 comments:
Post a Comment