فحل من الإبل يهدد أبا جهل
بعد أن ذاعت دعوة الرسول صلي الله عليه وسلم في قريش ودخل بعضهم في دين
الإسلام، جمع أبو جهل اقرانه من اهل الشرك، وقام فيهم خطيبا يزهو بكفره
قائلا: يا معشر قريش إن محمدا قد عاب ديننا وسب الهتنا، وشتم آباءنا، وسفه
أحلامنا فواللات والعزى لأقومن له غدا بحجر ما أطيق حمله، فاذا سجد في
صلاته فضخت ( اي هشمت ) به رأسه، وليصنع بي بعد ذلك بنوعبد مناف مابدالهم،
فقالوا له: واللات والعزى لا نسلمك لهم أبدا .
فلما أصبح أخذ أبوجھل حجرا ضخما، | وانتظر مجئ الرسول يه إلى البيت
الحرام ليصلي، وكان من عادته أن يصلي بين الركن اليماني والحجر الأسود، |
ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، وجلس سفهاء الشرك ينتظرون ما أبو جهل
فاعل، وبدأ الرسول صلي الله عليه وسلم صلاته، فلما سجد: احتمل أبو جهل
الحجر الضخم وسار نحو الرسول ، حتى إذا دنا | منه رجع فزعا مرعوبا، لا يلوي
على شيء، وإذا بالحجر يسقط من يديه بعد أن عجز عن حراكهما، فرجع على
القوم وهو في ذعر شديد، فقالوا له: مالك يا أبا الحكم؟ قال: قمت إليه لأنفذ
ماوعدتكم به البارحة فلما دنوت منه إذا بفحل من الإبل يعترض طريقي، وما
رأيت مثل هامته ولا أنيابه قط فهم أن يأكلني وتكرر مثل هذا المنظر لأبي جهل
حينما رفض أن يعطي الرجل الغريب عن قريش حقه من المال، فلجأ الرجل إلى
رسول الله بالا فذهب معه إلى دار أبي جهل، وطرق الباب عليه فخرج لهم، فقال
له رسول الله : أعط هذا الرجل حقه، فما تكلم بكلمة حتى دخل بيته وأتى
بالمال وأعطاه للرجل وسط غرابه من قومه وأهله فسألوه عن سبب هذا الخضوع
والخوف، فرد عليهم بقوله: لقد رأيت فوق رأسه فحلا من الإبل أوشك أن يأكلني،
فأعطيت الرجل حقه فسبحان الله العظيم .
ونستفيد من هذه المعجزة :
- حفظ الله لرسوله وعصمته من القتل فقد قال له: فيه، والله يعصمك من الناس (المائدة: ۹۷) .
- عداء المشركين الدائم للإسلام وأهله .
- قوة الشرك والكفر ضعيفة هزيلة بجانب قوة الله تعالي وقدرته .
- المشركين وغيرهم من أهل الكفر يأكلون اموال الناس بالباطل .
- افضلية الصلاة بين الركن اليماني والحجر الاسود وهي المنطقة التي تشمل مقام إبراهيم عليه السلام .
0 comments:
Post a Comment