قصة المجاهد الصغير

قصة المجاهد الصغير من سلسلة رمضان شهر البطولات


غزوة بدر .. أول غزوة في الإسلام .. كانت في رمضان .. في هذه الغزوة .. توجه المسلمون إلى مكان المعركة .. يدفعهم الأمل بإحدى الحسنيين: ١ – الفوز بالنصر .. والفوز على الكفار واحتياز العزة والغنائم في ۲ – يسلم الروح راضية في سبيل مرضاة الله – عز وجل – ورفع كلمة لا إله إلا الله .. محمد رسول الله .. والله أكبر» صيحة عالية في السماء تسابق الرجال على الخيل .. بالسيوف والرماح». والشباب الصغار .. لم يطب لهم المقام .. فحب الجهاد ألهب قلوبهم انطلق مع جموع المجاهدين فتی متحمس .. اسمه «عمير بن أبي وقاص»، وسارع إلى صفوف المجاهدين الصناديد .. وراح يتخفی بأجسامهم الكبيرة .. يختفي وراء هذا الرجل .. ثم يسير قليلاً ويختبيء وراء الثاني .. وهكذا .. فكان يحرص ويجتهد ألا يراه أحد .. فرآه أخوه سعد بن أبي وقاص .. وكان أكبر منه قليلا .



تعجب سعد من فعل أخيه عمير .. فسأله مستغربة لماذا تختبيء؟! قال هامسا بصوت خافت : أخاف أن يراني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيردني .. لأنني أصغر من الرجال قليلا!! .. وأنا والله أحب الخروج للجهاد .. لعل الله يرزقني الشهادة «يعني الموت في سبيل الله !

كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – في ذلك الوقت يتفقد صفوف المجاهدين .. فرأی عمیرا .. ذلك الشاب الصغير .. وأمره بالرجوع إلى أهله ولا يجاهد لأنه لا يزال صغيرا. .. مسكين عمير؛ راح يبكي .. يبكي بحرقة وحسرة .. لأنه لن يجاهد .. ثم إنه يحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيجب عليه طاعته .. ولم يستطع أن يحبس دموعه فاستمر في بكائه الحار المرير. ماذا تتوقعون من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الرقيق العطوف أن يفعل!!

لقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رحيما عطوفا.. رق قلبه الكبير لهذا الشاب الصغير المتحمس .. فوافق على إشراكه في الجهاد .. فكاد عمير أن يطير فرحا وسرورا .. واختلطت دموعه بضحكاته .. وابتساماته .. وتتابعت عبارات الشكر والامتنان من فمه النقي لرسول الله – صلى الله عليه وسلم .. وتتابعت عبارات الحمد والثناء من فمه للرب الكريم .. واختلطت معها عبارات الدعاء بنيل الشهادة .. وبلوغ منازل الشهداء في جنة الخلد .. ورزقه الله ما تمني .. فكان واحدا من الذين رووا راية الحق بدمائهم الزكية .. حتى تتغذى وتتعالى شامخة خفاقة في سماء العزة . هنيئا لك يا شبل الإسلام يا عمير.. وأسال ربي الكريم أن يرزقنا أشبالا شجعانا مثلك.

بقلم طيبة اليحيي

0 comments:

Post a Comment