قصة الفلاح والملاك..حكاية من التراث الاسلامي

قصة الفلاح والملاك.




كان هناك فلاح عجوز قد فارقه التوفيق، ولازمه سوء الحظ زمنا، فجفت مياه حقله ويبست مزروعاته، فضاق ذرعا بحظه العاثر واستسلم اليأس المرير وكانت له عائلة مؤلفة من عشرة أبناء وبنات، تركهم في الليلة الماضية ينامون وهم جياع، وتذكر وهو جالس في ركن من أركان حقله قول الله تعالى : ( إن مع العسر يسرا)، فبكى وتمنى من أعماق قلبه أن تأتي شدته إلى نهايتها، لينقذ أسرته من الجوع .. وفيما هو كذلك، إذ بصوت عالي النبرات يهتف به قائلا: «أيها الفلاح العجوز لقد جئتك معيناء فاطلب ما شئت وسيكون لك في غمضة عين ولكن احذر أن تطلب أمرين في وقت واحد، فأنا لا أستطيع أن ألبي أكثر من طلب، انتفض الفلاح مذعورا وظن أن ما سمعه من عرض سخي قد يكون وهما صوره له خياله الذي تعلق بالأمال، ولكن الصوت ما لبث أن انطلق مرة أخرى يطلب إليه أن يعجل بذكر ما يريد، فأيقن أن الصوت ما هو إلا صوت ملاك من السماء جاء لينقذه من محنته .

وفكر الفلاح برهة هل يطلب اصلاح حقله وازدهار مزروعاته؟ أم يطلب جاها أو سلطان وكاد الفلاح أن يطلب الجاه والسلطان إلا أنه فكرثائية وقال لنفسه، «إن الله سبحانه وتعالى قد بعث بهذا الملاك لمساعدتي في محنتی، فخير لي إذا الا أتجاوز في طلباتي بطلب قد يشقيني ولا يسعدني وأخيرا قال للملاك: «أيها الملاك الكريم لقد هدني ضنك العيش وضمور الخيرفي حقلي، وأنا أطلب منك أن تبعث البركة فيه بأن تزدهر مزروعاتي، وتعجب الملاك الكريم من قناعة الفلاح، وقال: «حقا إن القناعة كنز لا يفنى، لك ما أردت أيها الفلاح الطيب، ولكن التعلم أنك لو كنت قد طليت جاها أو سلطانا المنحتك عرش مملكة النار ولكنك كنت ستموت في هذه المملكة بعد سبعة أيام من توليك الملك، فشكره الفلاح كما لم ينس أن يشکرالله الرحمن الرحيم، وعندما التفت إلى حقله بهره منظر الخضرة الحانية التي تكسوه والثمار التي تعلو اشجاره .

0 comments:

Post a Comment