الريح تقتلع خيام الأحزاب

الريح تقتلع خيام الأحزاب

 

 


تجمع أكثر من عشرة آلاف جندي من المشركين وساندهم يهود بني قريظة، وحاصروا المدينة المنورة، رغبة منهم في القضاء على المسلمين، والاستيلاء على المدينة، فعسكروا خارج المدينة من جهة الشمال، أما یهود بني قريظة، فقد أعطوا المشرکین وعدا في الخفاء بأن يسمحوا لهم بدخول المدينة بجيوشهم من جهة الجنوب، رغم ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من عهد واتفاق بأن يدافعوا مع المسلمين عن المدينة ضد أي اعتداء أو تهديد، وبسبب خيانة اليهود، أصبح المسلمون في موقف حرج، ما جعل المنافقين وضعاف الإيمان يشكون في الانتصار على هؤلاء الأحزاب، وقد ذكر القرآن الكريم على لسانهم قولهم (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) الأحزاب:۱۲، ولما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح بلاد الفرس والروم واليمن، قالوا: أين نحن من الفرس والروم؟ إننا لا نأمن على أنفسنا أن نقضي حاجتنا ؟

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد استشار أصحابه، فأشار سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة، واشترك الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في الحفر حتى أكملوه، ولكن المشركين حاولوا ردمه أو العبور من مكان ضيق منه، فلم يستطيعوا وظل الحال على ذلك أيام واشتد الكرب بالمسلمين، وصور القرآن الكريم هذا الموقف أدق تصوير فقال الله سبحانه : ( إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا. هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ) الأحزاب، ۱۱.۱۰. فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء داعيأ ربه قائلا «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، هزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم فأرسل الله عليهم الريح، فاقتلعت الخيام وخلعت الاوتاد وقطعت الحبال، وقلبت القدور، ودفنت أمتعتهم ففروا هاربين كل إلى مكان قبيلته وبعد ذلك نال يهود بني قريظة جزاء غدرهم وخيانتهم، فقتل الرجال وسبيت النساء والأطفال. وقد ذكر الله تعالى تلك المعجزة في كتابه الكريم، فقال سبحانه: يأيها الذين آمنوا اذکروا نعمة الله علیکم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا) الأحزاب:۹۔

ونستفيد من هذه المعجزة ما يلي
  • خيانة اليهود وغدرهم ونقضهم العهود والمواثيق وبغضهم للمسلمين منذ زمن بعيد وفي كل وقت.
  • ميزت هذه الغزوة بين المؤمنين والمنافقين وكشفت عن قلوب الناس جميعا.
  • أهمية مبدأ الشورى في حياة المسلمين والأخذ بالصواب بغض النظر عن قائله أو المشير إليه.
  • أهمية الدعاء في حياة المسلمين فهو سلاح قوي لا ينبغي الغفلة عنه دائما. وإلى لقاء. بإذن الله. في معجزات أخرى

 

0 comments:

Post a Comment