خير نساء العالمين
مريم بنت عمران
من قصص القرآن الكريم
مريم بنت عمران، إنها ام سيدنا عيسي عليه الصلاة والسلام والتي وصفها
القرآن الكريم بأنها خير نساء العالمين وسميت باسمها سورة كاملة فيه وهي –
سورة مريم وقال عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم سيدة نساء بني
اسرائيل. أمها «حنة ، وقد ولدتها بعد حرمان طويل فنذرتها لله تعالى وعندما
ولدتها قدمتها لرجال الدين في بيت المقدس وجدير بالذكر أن خدمة بيت المقدس
لم تكن الا للذكور فقط ولكنهم رضوا بها لأنها ابنة إمامهم عمران ، وكفلها
زکریا ، لأنه زوج خالتها فبنى لها محرابا في بيت المقدس يتم الصعود إليه بسلم وكان إذا خرج أغلق عليها سبعة أبواب وعندما كبرت كان إذا دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا لايشبه أرزاق الدنيا فيسألها من أين لها هذا. فتقول من عند الله .
زکریا ، لأنه زوج خالتها فبنى لها محرابا في بيت المقدس يتم الصعود إليه بسلم وكان إذا خرج أغلق عليها سبعة أبواب وعندما كبرت كان إذا دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا لايشبه أرزاق الدنيا فيسألها من أين لها هذا. فتقول من عند الله .
ولقد نشأت مريم نشأة طيبة تحت رعاية زكريا، وعرف الناس عنها النقاء
والطهر فقد عاشت للتعبد والاخلاص لله تعالى وتمنت أن يكون لها مكان بعيد
خاص بها تنصرف فيه الي عبادة ربها فاستجاب الله لها فانفتح السقف وخرجت منه
الي مكان وراء الجبل شرق بيت المقدس حيث أرسل الله لها ملكاً في صورة
انسان تام الخلق جميل الصورة حتي لا تنفر منه وخافت مريم علي نفسها منه
فاستعاذت بالله قالت : إني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا ” قال : إنما انا
رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً . سورة مريم .
وتستغرب مريم الامر وإن كانت لا تشك لحظة بقدرة الله تعالي ولكنها تعلم
أن الحمل لا يكون من دون زواج ويجيبها الملك إجابة ترضي عنها وهي المؤمنة
فقال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة وكان أمرا مقضيا
مریم/۲۱ وهكذا حملت مريم ليس كسائر النساء بولد ليس كسائر الرجال، وما علم
أحد بحملها إلا يوسف ابن عمها وخطيبها الذي صدقها لما عرفه عنها من صلاح
وتقوى وكتم أمرها حتى إذا ما اقترب موعد ولادتها حملها يوسف النجار على
حماره وانطلق بها قريبا من ارض مصر وفي الصحراء كان هناك جذع نخلة جافة ليس
لها رأس ولا ثمر فاستندت مريم إليه حتى أتتها آلام الولادة .
واكتملت المعجزة التي خففت عنها الامها وخوفها وجوعها وعطشها إذ نادها
من تحتها أن تهز بجذع النخلة فيسقط عليها رطبا جنيا وانفجر في الصحراء نبع
يسقيها حتى تمت ولادة عيسى عليه السلام الذي كان يحمل دليل براءتها فالتجأت
به الى غار ولبثت معه أربعين يوما ثم عادت به تحمله الى قومها وقد كلمها
عيسى في الطريق قائلاً يا أماه أبشري فإني عبد الله ومسيحه، فلما دخلت على
قومها غضبوا منها واستنكروا حملها وهي الطاهرة العفيفة ومن نسل عفيف فما
كان من مريم إلا أن التزمت بأمر ربها ممتنعة عن الكلام مشيرة الى طفلها
عيسى الذي تحمله فاستغربوا منها ذلك إذ كيف يتحدثون مع طفل ويصور القرآن
الكريم هذا الموقف تصويرا دقيقا فيوضح كيف أنطق الله الوليد الصغير حجة
وبرهانا على براءة أمه الطاهرة وعلى اختياره من البشر ليكون النبي الذي
يهدي البشرية وينقذها من الضياع فقد كانت قدرة الله تعالى غير عاجزة عن
إخفاء معجزات سيدنا عيسى عليه السلام حتى يصل إلى السن الذي يدافع فيه عن
دعوته ولكن أنطقه الله رضيعا وكشف عن أكبر دليل على نبوته تكريما لمريم
وحفظا لها وتاكيدا لعفتها وطهارتها .
تلك هي مريم أم سيدنا عيسى عليه السلام التي ما مسها ولا ابنها شيطان قط
بفضل دعاء أمها وهي تضعها إذ قالت «وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان
الرجيم ال عمران / ۳۹ هذه هي مريم التي فضلها الله تعالى على سائر ئساء
العالمين أجمعين وسماها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم . ” سيدة نساء
بني اسرائيل، فقد عاشت سنداً وداعية لدين ولدها المسيح الذي جاء به لينقذ
اهله من النار وقد وضعها القرآن الكريم في الميزان الصحيح، خير نساء
العالمين وام المسيح عيسي ابن مريم عليه وعلي نبينا السلام، صاحبة القلب
النقي الطاهر وموقع أعظم المعجزات .
بقلم : رفعت عبد الوهاب المرصفي
0 comments:
Post a Comment