داهم العصفورين وهما في عشهما في ليلة ظلماء طير جارح
ولم ينقذهما غير قرقعة رعد أرعبت الطير فولى هارباً وتكرر الأمر ليال عدة وكان
الطير الجارح يخيب أمله كل مرة في أن يظفر بالعصفورين .
تحاور العصفوران طويلاً في أمر ذلك العدو اللدود الذي
يحاول افتراسهما كل ليلة وعرضا حكايتهما علي كبير العصافير قائلين : إنه طائر ذو
مخالب وله منقار حاد معقوف وعينان لامعتان يتطاير منهما الشرر ووجه مستدير يبعث
فينا الخوف وهو يريد افتراسنا كل ليلة ونريد منك يا كبير العصافير أن تنقذنا منه .
عرف كبير العصافير من يكون هذا الطائر الجارح وقال لهما
: إنه البوم الذي يستطيع الرؤية بالليل ويعجز عنها في النهار وتستطعان أيها
العصفوران مواجهته بنجاح إذا تجنبتما مواطن القوة واستغللتم مواطن الضعف فيه ..
فهيا أيها العصفوران تشاورا معاً في ما ينبغي لكما القيام به لمواجهته .
انصرف العصفوران وراحا يفكران ويقولان : إن عدونا البوم
يحمل سلاحاً هو منقاره واظفاره وهو يستطيع الرؤية في الظلام وفي هذا كله مصدر
قوته، ولكنه يعجز عن الرؤية في النهار، وفي هذا مصدر ضعفه، وعلي هذا لابد لنا أن
نعمل بكلمة كبير العصافير بأن نتقي قوته ونستغل فيه مصدر ضعفه .
واختبأ العصفوران تلك الليلة في مكمن قريب من عشهما وحين
اطل البوم لم يجدهما في العش فجثم في عشهما ينتظر قدومهما ولكن النوم غلبه فاستسلم
في اغفاءة طويلة، وحين بعثت الشمس اولي خيوط الضياء فجراً استيقظ البوم مذعوراً
فقام العصفوران وهما يقولان : ها هو النور يعمى عينيك ايها الطائر الجارح، وهجما
عليه واشبعاه نقراً في عينيه وبذلك تخلصا منه الي الابد وعاشا في عشهما عيشاً
آمناً .
بقلم : هادي نعمان الهيتي
0 comments:
Post a Comment