قصة ملكة الثلج
ملكة الثلج قصة من التراث القديم، يحكى أنه من زمن بعيد وطويل كان هناك رجل شرير للغاية يسكن أحد الكهوف ببلاد أوروبا، تمكن هذا الشرير من صنع مرآة عجيبة للغاية باستخدام مصهور لبعض المعادن الغير عادية ونفخ هواء صقيع من فمه في الصهير، تلك المرآة كان أمرها عجيبا للغاية فبإمكانها تحويل كل شيء ينظر إليها إلى عكس حقيقته، فيتحول القبيح فيها إلى أجمل ما يكون وعلى عكس الجميل فيصبح فيها أقبح ما يكون.
تمكن الشرير بواسطة مرآته المخيفة من تدمير كافة المدن والقرى من حوله، لقد كان لمرآته أثرا سيئا على نفس كل من ينظر إليها، فهي مرآة لديها القدرة على تزييف الحقائق حيث تعكس كل ما يقف أمامها وتحوله إلى صورة منافية للواقع تمام، فكل قبيح وقذر يصبح أمامها نظيفا جميلا، علاوة على كونها تعكس وتبدل كل نفوس الناظرين إليها وشخصياتهم لذلك فقد تدمرت شعوب بأسرها بسبب تلك المرآة اللعينة.
وقف الشرير على أعلى جبل يتهافت بصوته العالي متكبرا بألا توجد قوة على الأرض باستطاعتها تدمير مرآته العظيمة، لا رياح ولا أمطار ولا أي شيء، وأنه أصبح سيد الكون؛ وفجأة عصفت به صاعقة من السماء أودت بحياته وحطمت مرآته وجعلتها كفتات الخبز، ومن ثم حملتها الرياح الهوجاء وطاحت بها في قاع المحيط، غير أن قطعة صغيرة للغاية حملتها أمواج المحيط وألقت بها على شاطئ ببلاد بعيدة نائية للغاية لتكون نهاية مطافها بحديقة متكدسة بالورود الجميلة والأزهار المبهجة.
في هذه الأحيان بالحديقة كان هناك شابا جميلا “كيي” يعزف قطعة موسيقية رائعة لحبيبته باستخدام الناي الخاص به، وفتاة قلبه الجميلة “جيلدا” تقطف من أجله بعض الأزهار والورود الحمراء، فأصابتها شوكة من الورود بإصبعها الصغير الجميل فجن جنونه، وهم تجاهها مسرعا حتى يخرج الشوكة لها، وبعدها أكمل عزفه؛ ومن سوء حظهما أن قطعة المرآة الصغيرة تلك دخلت بعين “كيي”، وما إن فتح عينه حتى وقع عليه سحر المرآة اللعينة بأن رأى كل ما حوله قبيحا ومن ضمنهم “جيلدا”، فأخذ يصرخ بها ويصيح في وجهها وهي لم تدري ما حل به.
ومن اللحظة التي دخلت فيها قطعة المرآة إلى عين “كيي” تبدلت شخصيته فأصبح شريرا يؤذي بأفعاله كل الآخرين، لا يعرف للرحمة سبيل، ودام على هذه الحال حتى فقد محبة كل من بقريته حتى أسرته، ومرت الأيام وانقضى فصل الخريف وجاء فصل الشتاء حاملا معه الثلوج، وبيوم الاحتفال السنوي انتظرته “جيلدا” طويلا حتى يحتفل معها ومع أسرتها كعادته منذ أن نشئا سويا ولكنه لم يأتِ؛ وطال انتظار “جيلدا” ولكنه بلا أمل وقتها كان “كيي” يفسد شجرة العيد المزينة فهو يراها قبيحة الشكل، هنا ظهرت له ملكة الثلج والتي أخذته معها إلى مملكتها حيث يستطيع أن يفتعل كل ما يريد من أفعال الشر دون حسيب.
كانت “جيلدا” تنظر من النافذة منتظرة “كيي” حينما رأته في عربة الجليد يطير بين السحاب، ووقع منه الناي الخاص به؛ حاولت إخبار الجميع بما رأت ولكن لم يصدقها أحد، وعندما أجهشت بالبكاء أخبرها والدها أنه حالما يذوب الجليد سيظهر ناي “كيي” الذي ضاع بين الثلوج حينها فقط يمكنه تصديقها.
مرت الأيام وذهب فصل الشتاء بثلوجه وأتى فصل الربيع برونق زهوره، وذات مرة كانت تسير فوجدت ناي “كيي” حينها أيقنت أن ما رأته كان حقيقيا، وعزمت على مواصلة البحث عنه بمفردها حتى تجده؛ بدأت بسؤال كل من تراه حتى وجدت عصفورة صغيرة أكدت كلامها أنه 1هب مع ملكة الثلج إلى مملكتها الثلجية.
وأثناء رحلتها الطويلة في البحث عن حبيبها “كيي” رمت بها الظروف في عصابة خطرة للغاية، ولولا مساعدة إحدى أفراد العصابة ما تمكنت من الهرب مطلقا، فقد كانت فتاة مثلها قد ذاقت من مرارة كأس الحب كحالها لذلك منت عليها بالمساعدة، أعطتها إيلا يعرف مكان مملكة الثلج.
ذهبت “جيلدا” إلى المملكة وعانت صعابا كثيرة حتى صلت، وهناك بحثت في كل مكان حتى وجدت حبيبها مجمدا داخل الثلج، بكى “كيي” لأنه سمع صوت “جيلدا” وتيقن أنها حبيبته، فقد كان حينها لا يتمكن من فتح عينه بسبب كل الثلج الذي يغطيه، وبسبب كل الدموع المنسكبة من عينيه سقطت قطعة المرآة اللعينة من عينه، وعاد إلى حياته الطبيعية.
حينما لاذا بالفرار تعرضت لهما ملكة الثلج محاولة منعهما من الرحيل، ولكنهما تضرعا إلى الله فذابت ملكة الثلج وانتهى عصرها، وعاشا بعدها في سعادة وهناء.
🎇ما أجمل أن يتحلى المرء بالشجاعة وأن يقف في وجه الريح من أجل من يحب مهما عصفت في وجهه، ومهما واجه من الصعوبات والتحديات لا يتنازل ولا يرجع حتى خطوة واحدة للوراء، بل يزيده كل ذلك إصرارا ولهفة على تحقيق هدفه🎆.
0 comments:
Post a Comment