قصة سيدنا سليمان والملكة والهدهد
كان لنبي الله سليمان عليه السلام ، جنوده من الجن والإنس والطير ، وكان أعجب جيش عرفه التاريخ ، فكان الجيش يتكون من جنود البشر ومن جنود الوحش والطير ، وكانت الرياح مسخرة لهذا الجيش ، تستطيع حمله حيث يريد ، وكان القسم من البشر فيه الكثير من المقاتلين المشاة والفرسان ، وقسم الجن فهو يضم الجن المقاتلين الذين لا يظهرون ، والجن اصلا كائنات مستترة لا تظهر ، وكان الجيش قوى فالعدو لا يراه ولا عرف من اين تجيئه ضربته فيستعد لها.
سيدنا سليمان وملكة سبأ
كان جيش سيدنا سليمان جيش قوى جدا لا يقهر ، كان يضم جزء من الوحوش والطيور والحيوانات والجن والانس ، كانت الأسود تتصدر جيش الوحوش ، ومن بعدها جاءت النمور، أما الطير فكان عددها هائل من النسور والصقور ، وكان الهدهد الجميل هو المسؤل عن الاستخبارات في الجيش، ومهمته أن يطير إلى أبعد المسافات ويكون عينا للجيش ، يرى عن العدو كل شيء ويعرف عنه كل شيء ، ثم يعود ليقدم تقريره إلى قائده الأعلى مباشرة ، لم يمض وقت طويل حتى بدأ سليمان عليه السلام ، يمر على الجيش ، لم يستغرف سليمان طويلا ليكتشف غياب الهدهد ، في نفس الوقت كان الهدهد الغائب يقف في مملكة سبأ ، لقد طار طويلا حتى وصل إلى سبأ ، لاحظ الهدهد وجود حركة غير عادية في المدينة ، حتى خيل إليه أن الناس ذاهبون جميعا إلى احتفال ما ، سأل طيرا من بني جنسه ، ماذا يجري هنا ، قال الطير ، هذا احتفالهم اليومي بالسجود للشمس ، احس هدهد سليمان أنه وقع على قضية خطيرة جدا ، سأل طيرا من بني جنسه ، ماذا يجري هنا ، قال الطير هذا احتفالهم اليومي بالسجود للشمس ، لاحظ هدهد سليمان هذا كله جرى ذهنه إلى الملك سليمان ، كيف يقع عليه هذا النبأ الذي عرفه في سبأ ، طار الهدهد وحلق بعيدا في السماء ، واخذ يطير إلى خيمه الطيور في جيش سليمان .
لم يكد يدخل خيمة الطيور حتى اسرعت نحوه الطيور منزعجة ، حدثته أن الملك سليمان اكتشف غيابه وقال ، ” مالي لا أرى لهدهد أم كان من الغائبين ، لأعذبنه عذابا شديد ، أو لأذبحنه ، أو ليأتني بسطان مبين ” ، بدأ الانزعاج على الهدهد وقرر بقلق أن يرى قائده الأعلى على الفور ، قدر الهدهد في نفسه أن سليمان غاضب عليه ، وربما تزايد غضبه لو زاد تأخيره في لقائه ، ولهذا قرر أن يلتقي بسليمان على الفور ، ولاحظ الوحوش والطي أن الهدهد فكر طويلا وهو مطرق الرأس ، ثم ما لث أن خرج من الخيمة طائر واتجه نحو قصر سليمان ، وكان سليمان يجلس على مائدة العشاء ، دخل الهدهد القاعة من النافذة ووقف على طرف المائدة المقابل ، كان بعيدا عن قبضته ، نكس الهدهدرأسه وحيا سليمان ثم رفع رأسه تواضعا ، ولكنه لم يتجاوز بنظراته أيدي سليمان وصدره ، لم يرفع الهدهد رأسه احتراما ليرى وجه سليمان ، وظل طوال الحديث مع سليمان وهو يركز على يدى النبي ، قرر الهدهد أن يكون يكون هو البادىء بالحوار ، كان يعرف عن قائدة الأعلى كثيرا من الحقائق ، ويدرك أن أقصر الطرق إلى قلبه هو الخط المستقيم ، لم يكد الهدهد يرفع رأسه بعد تحيته لسليمان حتى قال :
” احطت بما لم تحط به ، وجئتك ن سبأ بنبأ يقين ” ، نظر الهدهد في يدى سليمان فوجدهما تنقران على المائدة ، هذا يعنى أن سليمان يفكر ، ألقى الهدهد بالخبر على المائدة .
قال الهدهد ” اني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم ” ، و :” وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ”
كان الخبر مثيرا ، هذا يعني أن الهدهد كان في مهمة ولم يكن يعبث ، اكمل الهدهد يقول محاولا كسب قلب النبي سليمان عليه السلام ، ” الا يسجودا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ، ويعلم ما تخفون وما تعلنون ، الله لا اله ألا هو رب العرش العظيم ” ، كانت هذه الكلمات أصلا كلمات سليمان ، وكان يقولها للناس وهو يدعوهم إلى الله ، ابتسم سليمان ولكن الهدهد لم يرفع وجهه ليرى ابتسامة قائده الأعلى ، قال سليمان : سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ، اذهب بكتابي هذا فالقه اليهم ثم تول عنهم ، فانظر ماذا يرجعون ”
حمل الهدهد خطاب سليمان وهو مغلق ومختوم ، وطار به حتى وصل الى سبأ ، اختبأ جدا في الاشجار ، وتلفت حوله فرأى الجو امنا ، فعاد يطير نحو قصر الملكة اطل الهدهد بحذر فرأى المكلة نائمة على فراشها ، راح الهدهد يتأمل جمالها ويحس بالشفقة في نفسه ، كل هذا الجمال والثراء والقوة ورغم ذلك يسجدون للشمس لقد اضلهم الشيطان ، خدعهم كما يخدع الذين يسجدون لغير الله ، رح الهدهد يفكر في جيش سليمان لو هاجم هذه المملكة صحيح الملكة قوية ، ولكن لن تصمد لجيش سليمان ان جيش الملك قوى ويستطيع اخضاعها وكسر شوكتها في ايام ، تحركت الملكة في فراشها تهم بالنهوض من النوم .
حدث الهدهد نفسه هل القي الخطاب الان ام القيه حين تستيقظ ، لم يكن الهدهد يعرف ماذا كتب قائده الاعلى في الخطاب ، اراد ان يعرف فتح فح منقارة فهوى الخطاب يحمله الهواء ، حتى استقر على الملكة ، وفتحت الملكة عينيها وجلست في فراشها فوجدت الخطاب بين يديها ، تلفتت حولها فلم تجد احد .
زادت دهشتها وفتحت الخطاب ، وقراته بصوت عالي مسموع ، ” بسم الله الرحمن الرحيم ، الا تعلو على وائتوني مسلمين ” سليمان ، وهم الهدهد بالرحيل فلقد فهم كل شيء ، وقرر ان ينتظر ليرى ماذا سيحدث ، انزعجت الملكة وتلفتت حولها لترى ، من اين جاء الخطاب فلم ترة احد ، زاد انزعاجها واستدعت الحرس ، سالتهم :
من الذي جرؤ على دخول غرفتي ، اقسم الحرس لم يدخل احد ، وامرت بلقيس باستدعاء مجلس الشورى على الفور لاجتماع طارىء ، لمناقشة الامر ، اجتمع المجلس وراست الملكة اجتماعها ” قالت : يا أيها الملا إني ألقي الى كتاب كريم ، انه من ليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم ، ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين ” سال قائد الجيش ، ألا يقول شيء أخر ، قالت الملكة ، لا شيء غير ما قلته لكم ، قال قائد الجيش ، إنه يامرنا بالاستسلام ، انها الحرب اذا ، قالت الملكة ، ” يا أيها الملأ افتوني في أمرى ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون ” ، قال قائد الجيش ” نحن اولو قوة وألو بأس شديد ، والأمر اليك فانظري ماذا تأمرين ” ، كانت الاراء في معظمها تميل إلى الحرب ، ولكن الحكيم سأل فجأة : أين الرسول الذي أحضر الخطاب لنفهم منه شيئا عن نوايا سليمان ، قالت الملكة ، لا اعرف من الذي أحضر الخطاب ، سأل الحكيم ، كيف وصل اليك الخطاب مولاتي .
قالت رايته في فراشي حين استيقظت من النوم في الصباح ، قال الحكيم أرى أن نهدأ ونتريث ، إذا كان سليمان قادرا على دخول غرفة الملكة دون حرب فكيف يكون بأسه في الحرب ، أرى أن نتريث ، قالت الملكة ، إنى اتفق معك صمتت لحظة وراحت تفكر ثم قالت ببطىء شديد ” إن الملوك إذا دخلوا قرية افسدوها ، وجعلو اعزة اهلها اذله وكذلك يفعلون ”
صمتت برهة اخرى وعادت تقول ، ” واني مرسله اليهم بهديه فناظرة بم يرجع المرسلون ”
صدر الامر للصانع الملكى ان يبدأ في صنع تحفه ثمينه لملكة سبأ ، تحفه تصلح أن تكون هدية كريمة لملك كريم ، وصنعت الهدية وارسلت الى سليمان ، بلغت سليمان عليه السلام انباء وصول الرسول بلقيس بهديتهم ، كان الهدهد هو اول من عرف ، كان يطير على حدود مملكة سبأ فرأى قافلة الرسل ، وعاد يحدث سليمان بما رأى ، وادك سليمان من وصف الهدهد لحجم القافله ، أن الملكة الملكة ارسلت وزراءها بالهدية ، فهم انهم جاءوا لمعرفة نواياه ومعرفة قوته العسكرية معا ، وامر سليمان ان يحتشد الجيش كله وان يصطف لاستقبال رسل الملكة .
رفض سليمان ان يلتقي برسل الملكة وارسل اليهم ضابط في الجيش يدعوهم الى الغداء في قصر سليمان ، وتصور الرسل انهم سيلتقون بسليمان ، ولكنهم فوجئوا بضابط رتبته أعلى من الاول ، استقبلهم نيابة عن الملك ، وقال لهم ان سليمان لا يستطيع حضور الغداء ويرحب بهم لكنه مشغول بالصلاة والسجود لله .
ضغط الضابط على عبارته الاخيرة التي يتحدث فيها عن السجود لله ، وادرك الرسل أن الضابط يشير إشارة مفهومة إلى سجودهم للشمس ، وفوجىء رسل بلقيس أن كل غناهم وثرائهم يبدوا وسط بهاء قصر سليمان شيئا بائسا فقيرا ، وصغرت هدايهم في أعينهم وترددوا أن يفدموها ولكنهم قدموها للضابط الذي حملها إلى غرفة سليمان ثم عاد بها بعد دقائق ، وضع الضابط الهدية على المائدة وقال إن سليمان يرفض الهدية ، سال السفراء لماذا وماذا يريد منا الملك سليمان ، وسوف نبلغ الملكة ، قال الضابط الاسلام ، قال السفراء ، سنبلغ الملكة رساله سليمان ، لقد جئنا للسلام لا للحرب ..
0 comments:
Post a Comment